قصة ليلى والذئب [فيديو]
كان يا ما كان، في قديم الزمان، فتاة صغيرة تُدعى ليلى. كانت ترتدي دائمًا رداءً أحمر بقبعة جميلة، ولهذا كان الجميع ينادونها ليلى ذات الرداء الأحمر. كانت فتاة طيبة القلب، تحب مساعدة الآخرين، خاصة جدتها العجوز التي تعيش في كوخ صغير عند أطراف الغابة.
في أحد الأيام، مرضت الجدة ولم تستطع مغادرة فراشها. فأعدّت والدة ليلى سلة مليئة بالطعام اللذيذ والحساء الدافئ، وقالت لها: حبِيبَتي، خذي هذه السلة إلى جدتك، ولا تبتعدي عن الطريق.
حملت ليلى السلة وانطلقت في طريقها عبر الغابة، وهي تغني بسعادة وتراقب الفراشات الملونة تحلق بين الأشجار. فجأة ، ظهر أمامها الذئب، بفرائه الرمادي وعينيه اللامعتين . ابتسم بخبث وسألها عن وجهتها.
لم تشك ليلى في نواياه، فأخبرته ببراءة أنها ذاهبة لزيارة جدتها المريضة. أومأ الذئب برأسه مدعيًا التعاطف، ثم اقترح عليها أن تقطف الأزهار لتُسعد جدتها.
فرحت ليلى بالفكرة، وركضت بعيدًا عن الطريق لجمع الأزهار، بينما انطلق الذئب مسرعًا نحو بيت الجدة. طرق الباب برقة قائلاً بصوت ناعم يشبه صوت ليلى: — "جدتي، أنا ليلى! أحضرت لك الطعام!" كانت الجدة ضعيفة ولم تتمكن من النهوض، فظنت أن ليلى قد وصلت، وقالت: — "اُدخُلي يا صغيرتي، الباب مفتوحٌ."
بمجرد أن دخل الذئب، حاول الإنقضاض على الجدة المسكينة، لكن لحسن الحظ قفزت الجدة من السرير واختبأت في خزانة الملابس. ارتدى الذئب ثيابها، ثم استلقى في السرير منتظرًا وصول ليلى.
بعد وقت قصير، وصلت ليلى إلى كوخ جدتها، تحمل باقة من الأزهار التي جمعتها على طول الطريق. كانت الغابة هادئة، لكن شيئًا ما جعل قلبها يخفق بسرعة. تقدمت بخطى حذرة وطرقت الباب بلطف، فسمعت صوتًا غريبًا وخافتًا يدعوها للدخول. ترددت قليلاً، فالصوت لم يكن مألوفًا، لكنه كان ضعيفًا كما لو أن جدتها مريضة جدًا.
دفعت الباب ببطء، ودخلت إلى الغرفة الدافئة، حيث كانت جدتها مستلقية تحت الغطاء. لكن ملامحها بدت مختلفة، غريبة، بل ومخيفة. اقتربت ليلى ببطء، تتأمل الملامح المريبة أمامها: عينان واسعتان ، أذنان طويلتان تبرزان من تحت الغطاء، وأنف كبير غير مألوف... ثم لاحظت الأسنان الحادة تلمع كأنها تنتظر لحظة الانقضاض.
وفي لحظة خاطفة، انقضّ الذئب من تحت الغطاء، كاشفًا عن نفسه، محاولًا الإمساك بها. أطلقت ليلى صرخة قوية هزّت أرجاء الغابة، فسمعها حطّاب قوي كان يمر بالقرب من الكوخ.
هرع الحطاب إلى الداخل ممسكًا بفأسه الضخم، وبحركة سريعة وحازمة واجه الذئب. ارتعب الحيوان الماكر، فقفز من النافذة واختفى بين الأشجار الكثيفة، هاربًا إلى أعماق الغابة، ولم يجرؤ على الظهور مرة أخرى.
عانقت ليلى جدتها بفرح، وتعهدت بألا تتحدث مع الغرباء مرة أخرى. ومنذ ذلك اليوم، بقيت الغابة آمنة، وعاشت ليلى وجدتها بسلام.