قصة النملة والصرّار [فيديو]

قصة النملة والصرّار [فيديو]

النملة والصرّار [فيديو]


أقبل الصيفُ بأيامه القائظة، وشمسه الساطعة. إنه فصلُ الخيرات، تستوي فيه الثمار وتنضج في أوائله سنابلُ القمحِ والشعيرِ وأكوازُ الذرةِ والسمسم.


 كانت النملة تفرح بقدومه وتخرج منذ أول يوم، تسعى في الحقول والبيادر تجمع الحبوب وتخزنها. وإذا عادت محمّلةً بالخيرات الوفيرة، رأت في طريقها الصرّار جالسًا تحت الشجرة ينعم بظلّها الوارف، يعزف الألحان ويُطلق لحنجرته العنان بالأناشيد والأغاني. 


وذات يوم، جمعت النملة حَبًّا وفيرًا، وسلكت طريق العودة إلى بيتها، فرأت الصرّار كعادته تحت الشجرة، يعزف ويغني. فحيّته قائلة: "يومك سعيد يا صرّار!" فردّ التحية، وواصل العزف والغناء. رآها الصرّار مرةً أخرى وهي تجرّ حبًّا كثيرًا، فقال لها متعجبًا: "أراكِ كلَّ نهار، بل طوالَ النهار، تجمعين الحبوب... أما تملّين ذلك؟" فردّت النملة: "وكيف أملّ من العمل المفيد؟! أنا أجمع من خيرات الصيف، فآكل البعض، وأدّخر البعض الآخر ليكون طعامي في فصل الشتاء.


" ثم أضافت : "أفلا تنهض وتترك اللهو والغناء؟ هيا، انهض وكن مثلي... فهذا فصل العمل وأوان الجد والاجتهاد." لكنّ الصرّار لم يُعر كلام النملة اهتمامًا، وظلّ يلهو ويعزف ويغني، بينما واصلت النملة عملها بجدّ ومثابرة.


 ومضى الصيف... ثم أقبل الخريف... وها هو الصرّار ما زال يلهو ، غير عابئ بما يجري حوله، غافلًا عن قيمة العمل والاجتهاد. أما النملة، فرغم تقلبات الطبيعة، وقسوة المناخ ، فقد واصلت عملها بنشاط وعزيمة، وظلّت طوال فصل الخريف تسعى لتخزين مؤونتها دون أن تكلّ أو تملّ، .


 ولما حلّ فصل الشتاء، وقلّت الحبوب، بحث الصرّار عن مؤونة، فإذا بخوابيه وجراره خاوية لا طعام فيها! فقال في نفسه: "لا بأس... سأذهب إلى جارتي النملة وأطلب منها بعض الطعام. لا شكّ أن لديها مدخرات كثيرة..."


 ولما وصل وطرق الباب، خرجت إليه النملة، فقال متوسلًا: "صباح الخير يا جارتي... البرد شديد، والثلج يتساقط بكثافة، وأنا جائع وأحتاج إلى طعام..." وأضاف: "هل يمكنك أن تعطيني من مدخراتك؟ فأنتِ تملكين الكثير، أليس كذلك؟" نظرت النملة إلى الصرّار، فرأته يرتجف من البرد، وقد غارت عيناه من شدة الجوع، فأشفقت عليه، لكنها لم تنسَ نصيحتها له في الصيف.


 قالت له بهدوء: " أنا لا أنسى ما مضى، لكنني لن أتركك تموت جوعًا وبردًا... ادخل واستدفئ، وسأعطيك ما يكفيك، بشرط أن تتعلّم من هذا الدرس." دخل الصرّار بيت النملة، وأكل حتى شبع، وشكرها كثيرًا. ومنذ ذلك اليوم، تغيّر حاله، وأصبح في كل ربيع وصيف يعمل بجد، يجمع الحبوب ويدّخرها. 

الفيديو: قصة النملة والصرّار


تعليقات