حكاية فأر وقطة: مغامرة طُمير الذكي مع فُلّة الجائعة
طُمير، فأرٌ صغير يعشق القراءة والكتابة، اشترى ذات يوم قلماً وكُرّاساً وكتاباً جديداً، وعاد إلى بيته فرحاً يرقص تارة ويغني تارة أخرى من شدة سعادته. لكن بينما هو في طريقه، انزلق القلم من تحت إبطه دون أن ينتبه.
في تلك الأثناء، كانت القطة المشاكسة فُلّة تتضور جوعاً حتى كاد الجوع يمزق أحشاءها، فخرجت تبحث عن لقمة تسدّ بها رمقها. وبينما كانت تتجول، لمحت قلماً ملقى على الأرض، فالتقطته مسرورة وعدت إلى بيتها فرحة وكأنها وجدت كنزاً. جلست إلى مكتبها، وأمسكت القلم وبدأت تكتب بخطٍ رديء، مستمتعة بما بين يديها.
بعد قليل، أدرك طُمير أنه فقد قلمه العزيز، فعاد في أثره يبحث في الطريق، إلى أن لمح آثار أقدام فُلّة. تتبعها بحذر حتى وصل إلى بيتها، وأخذ يراقبها من بعيد مفكّراً في حيلة ذكية تمكنه من استرجاع قلمه دون أن تقع به كارثة.
لكن فُلّة، التي لم تخفَ عنها رائحة الفأر، أحست بوجوده قريباً منها، فتظاهرت بالنوم وهي تفكر بخبث: "ها هي فريستي تأتي إليّ وحدها!"
تقدّم طُمير على رؤوس أصابعه نحو الطاولة، ومدّ يده ببطء ليأخذ قلمه، فإذا بـفُلّة تنقضّ عليه فجأة محاولة الإمساك به بمخالبها الحادة! غير أن طُمير، بذكائه وسرعته، تمكن من الإفلات في اللحظة الأخيرة، تاركاً القطة غاضبة والقلم بين مخالبها.
وهكذا تعلّم طُمير درساً ثميناً: أن لا يستهين أبداً بحفظ أدواته، فليست كل فُلة تبحث عن طعامٍ فقط، بل قد تبحث أحياناً عن مغامرة!
